الورم العفلي (ساركوما)

ما هي الساركوما؟

الساركوما هي أورام خبيثة نادرة، تنشأ من النسج الميزانشيمية، كما يمكن أن تنشأ هذه الأورام من النسج الضامة، العضلات، النسج الدهنية، العظام والغضاريف.

تظهر الساركوما بشكل متكرر في أمراض معينة، كما يمكن أن تتطور الساركوما بعد التعرض للإشعاع أو السموم الكيميائية، بالإضافة إلى التعرض للتثبيط المناعي على المدى الطويل.

أين تحدث الساركوما وما مدى شيوعها؟

يوجد حوالي 79 نوع من ساركوما الأنسجة الرخوة وساركوما العظام، يعتبر 61 نوعاً منها خبيثاً.

إن الساركوما نادرة جداً، حيث تشكل أقل من 1٪ من الحالات السرطانية الحديثة في ألمانيا، ويتم التمييز بين الأنواع التالية من الساركوما:

ساركوما النسج الرخوة

• ساركوما الأنسجة الرخوة في الجهاز الهضمي
• ساركوما الوعائية
• ساركوما الليفية
• ساركوما شحمية
• ساركوما العضلات المخططة
• ساركوما الخلايا حول الوعائية
• ساركوما ذات المنشأ العصبي
• ساركوما كابوزي
• ساركوما العضلات الملساء

ساركوما العظام

• ساركوما العظام
• ساركوما غضروفية
• ساركوما العمود الفقري
• ساركوما قاعدة الجمجمة
• ساركوما يوينغ (Ewing)
• ساركوما الحبل الشوكي

ما هي الأعراض التي تشير لوجود الساركوما؟

يتم تشخيص جميع أنواع الساركوما من خلال فحص النسج الورمية تحت المجهر، وباستخدام الفحوص الكيميائية في المخبر، بالإضافة إلى أن فك الشفرة الجينية للخلايا السرطانية مما يساهم في تحديد نوع السرطان بدقة.

يتم اكتشاف العديد من الإصابات بالساركوما في مرحلة متقدمة فقط، حيث تظهر الأعراض في هذه المراحل.

ففي ساركوما النسج الرخوة يحدث في البداية تورم موضعي غير مؤلم، لكن إذا استمر الورم في النمو فذلك يمكن أن يسبب ألماً وتحدداً وظيفياً، بينما إذا كانت الساركوما متموضعة ضمن مكان تستطيع إزاحة النسج المجاورة بسهولة كما في البطن، فإن الأعراض بالكاد تكون ملحوظة حتى لو كانت الحالة متقدمة.

وكذلك أعراض الساركوما العظمية تشبه سابقتها، حيث تظهر على شكل تورم موضعي مع ارتفاع حرارة وألم عند الحركة، وهنا أيضاً يتم التشخيص النهائي من خلال خزعة الورم.

كيف يتم معالجة الساركوما؟

يعتمد العلاج على عوامل مختلفة، حيث يتم الأخذ بعين الاعتبار نوع الورم، المرحلة النسيجية، حجم الورم، انتشار الورم وموقعه لاختيار العلاج المناسب، إذ أن الهدف العام يتمحور حول الإزالة الكاملة للورم مع وجود هامش أمان معين عند الحواف، وإذا كانت الساركوما لا تزال صغيرة ولم تنتشر، فقد يكون العمل الجراحي كافياً.

إذا لم يكن بالإمكان إزالة الورم بشكل كامل من خلال عملية جراحية واحدة فقط، سواء بسبب موقعه الخفي أو نتيجة تكون النقائل، ففي هذه الحالة يمكن اللجوء إلى العلاج الشعاعي أو العلاج الكيميائي، حيث يمكن إجراء هذه المعالجات إما قبل الجراحة لتقليص حجم الورم، أو بعد الجراحة للتخلص مما تبقى منه.

كما يمكن أيضاً اللجوء للعلاجات المناعية، فضلاً عن الأدوية الفعالة من الناحية الجزيئية، والتي تستطيع القضاء على الخلايا السرطانية على وجه التحديد، دون إلحاق الضرر بخلايا الجسم الطبيعية، كما أنه توجد أنواع معينة من الساركوما تكون حساسة للحرارة، ويمكن مكافحتها بالحرارة المولدة مغناطيسياً.

وفي بعض الحالات يمكن للمعالجة الشعاعية بالأشعة السينية أو البروتونية أن تكون فعالة أيضاً.

هل الساركوما قابلة للشفاء؟

إذا تم الكشف عن الساركوما وعلاجها في مراحلها المبكرة، فإن فرصة الشفاء منها تكون جيدة، بالإضافة إلى أن إزالة الورم بشكل كامل، والعلاج الفردي بالأشعة مع العلاج بالعوامل الكيميائية يزيد من فرصة الشفاء.

بينما الساركوما التي كونت العديد من النقائل، نمت بشكل كبير وتنقسم بسرعة، فإن إنذارها يكون غير جيد.

إعادة التأهيل والرعاية اللاحقة

بعد الانتهاء من العلاج، يتم إجراء الفحوصات بشكل دوري، من أجل مراقبة مدى نجاح العلاج، واكتشاف فيما إذا عادت الساركوما من جديد في مرحلة مبكرة، عادةً ما تتم المتابعة في ذات العيادة التي تم العلاج فيها، حيث توجد ضمن هذه العيادات عادةً عيادات خارجية خاصة لمثل هذه الأغراض، ويمكن اعتبار إعادة التأهيل كعلاج متمم بعد الانتهاء من معالجة الساركوما، وعادةً ما يهتم الموظفون ذوو الخبرة في الخدمة الاجتماعية في مراكز الساركوما بهذا النوع من الحالات.

ففي إعادة التأهيل، تتم مساعدة المرضى عقلياً وجسدياً لمعالجة السرطان الذي نجوا منه، واستعادة قوتهم السابقة، وتشمل هذه العملية إجراء محادثات مع المعالجين النفسيين، العلاج الطبيعي، التغذية، التدليك وتبادل الحديث مع مرضى السرطان الآخرين.

من هم الأطباء والعيادات المتخصصون في الساركوما؟

نظراً لأن الأورام العفلية نادرة جداً ولها العديد من الأنواع الفرعية المختلفة، فإن علاجها معقد جداً، لذلك يجب معالجتها حصرياً في المراكز المتخصصة في هذا المجال.

فإذا أعرب طبيب الأسرة أو الأخصائي المقيم عن اشتباهه في الإصابة بالساركوما، فيجب على المريض مراجعة الطبيب المختص في أقرب وقت ممكن.

وللتشخيص والمعالجة نحتاج إلى خبرة طبية ومجموعة من الاختبارات الخاصة التي تُجرى في المشافي الجامعية ومراكز معالجة الساركوما.